الـ Metaverse: كل ما تحتاج لمعرفته حول التقنية الجديدة التي ستغير مفهوم الإنترنت
حجم الخط
19تسعى مختلف شركات التكنولوجيا العملاقة لاعتماد تقنية جديدة تدعى “الميتافيرس” والتي ستساهم في تغيير مفهومنا عن الإنترنت مستقبلًا.
الميتافيرس هي مصطلح يطلق على سلسلة لا نهائية من العوالم الافتراضية مع إمكانية التفاعل بين المستخدمين في تلك العوالم، ويتم ذلك من خلال شخصيات الأفاتار الخاصة بكل مستخدم، وقد كان هذا المصطلح من الخيال العلمي غير أن التقدم الهائل في التكنولوجيا جعلنا أقرب إليه.
ظهر مصطلح Metaverse لأول مرة من خلال رواية الخيال العلمي Snow Crash عام 1992، والتي تتحدث عن تفاعل البشر مع بعض من خلال الشخصية الافتراضية (Avatar) داخل فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد 3D مدعوم بتقنيات الواقع المعزز.
إلى جانب هذا، يبدو أن فيسبوك كانت من أكثر الشركات التي سعت لاعتماد تكنولوجيا الميتافيرس، حيث قامت بالاستثمار كثيرًا في هذا الجانب، ولعل أهم حدث نميزه هو أنها قامت بتغيير اسمها إلى “Meta” في فترة سابقة هذا العام، وهو اسم مستوحى من مصطلح “Metaverse”.
1- كيف تعمل تقنية الميتافيرس؟
تعتمد الميتافيرس على تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز – لكن بعد تطويرهم بشكل غير مسبوق – حيث سيحتاج المستخدم لسماعات الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز وما ترتبط به من تطبيقات الهواتف الذكية ومن ثم يدخل إلى هذا العالم الجديد.
بعد الدخول إلى Metaverse سيجد الشخص نفسه داخل سلسلة من المجتمعات الافتراضية التي لا نهاية لها، كما سيتمكن من التفاعل مع عدد كبير من الناس المتاحين للتعامل معهم بأشكال مختلفة وأثناء ذلك، سينفصل عن العالم الحقيقي ويعزل منه.
من جهة أخرى، لن تستطيع أي شركة لوحدها أن تتكفل بتطوير تقنية الميتافيرس التي لا يمكن التنبؤ بحدودها، لذلك سيتطلب بشكل قاطع وجود تعاون بين جميع الشركات من أجل تطويرها بشكل مشترك ثم تقوم كل شركة بدمج تلك التقنية مع نظامها الخاص.
سيكون الأمر بمثابة عالم يجسد الانترنت، وهذا يشبه كثيرًا فيلم “رالف يدمر الإنترنت” ولكن بواقعية أكثر، فمثلاً ستكون فيسبوك كجزيرة ضمن هذا العالم، وستتواجد المئات من الجزر التي تشغلها شركات أخرى مع دعم لكافة وسائل التواصل بينهم.
2- كيف سيتأثر العالم بوصول الميتافيرس؟
مع بداية اعتماد تقنية الـ Metaverse حول العالم، ستتأثر جميع أنشطة الإنترنت والحياة الطبيعية بها، إذ لن تقتصر هذه التقنية على ممارسة الألعاب وعقد الاجتماعات فحسب، بل ستدخل في عالم التسوق بحيث يمكنك معاينة أي شيء وكأنه أمامك في يديك قبل شرائه.
أيضًا، من المتوقع أن يؤثر”الميتافيرس” على جميع النشاطات الحقيقية بحيث ستتحول إلى نشاطات افتراضية مما سيجعل المستخدم يقضي معظم يومه في هذا العالم الافتراضي وهذا ما ينعكس بالسلب على حياة الأشخاص بشكل كبير.
جنبًا إلى جنب مع كل التغييرات، سيتم تحويل مواقع الإنترنت التقليدية والتي يتم زيارتها باستخدام المتصفح إلى ساحات ثلاثية الأبعاد “3D” مع إمكانية التفاعل معها من طرف الزوار، وإضافة إلى ذلك سنستقبل الرسوم ثلاثية الأبعاد مع شخصيات بتصميمات مختلفة.
3- كيفية الدخول إلى عوالم ميتافيرس؟
أطلقت شركة “ميتا” (فيسبوك سابقًا) تطبيق Horizon Workrooms للاجتماعات الافتراضية بين الشركات باستخدام نظارات الواقع الافتراضي Oculus VR والتي يبلغ سعرها أزيد من 300 دولار، مما يدل على أنه من الصعب الوصول لتقنية الميتافيرس المتطورة والكاملة.
في الواقع، حتى إن تم الوصول إليها فستكون بعيدة عن متناول الكثيرين، خاصة في دول العالم الثالث، فمن يمكنه تحمل التكاليف العالية التي تلزم لشراء نظارات الواقع الافتراضي والأدوات الملحقة التي ستظهر بمجرد تطوير التقنية ووصولها بشكل كامل.
إذا تمكن العالم من استقبال التكنولوجيا الجديدة، فسيتمكن أي شخص يتوفر على الأجهزة اللازمة من الدخول إلى “الميتافيرس” واختيار الأفاتار الخاص به ليصبح الشخصية التي تمثله في هذا العالم الإفتراضي كما يمكنه بشكل فوري التنقل بين مختلف العوالم الافتراضية التي أنشأتها الشركات.
4- ماهي المخاطر والتهديدات المتعلقة بتقنية الميتافيرس؟
يبدو أن تلك الشركات التي تسعى لتطوير هذه التقنية معروفة بعدم احترامها لخصوصية المستخدمين – حتى وإن لم تصرح بذلك – فالتسريبات تثبت بالدلائل استغلالها لبيانات المستخدمين من أجل مضاعفة الأرباح بكل الطرق كما حدث مع فضيحة منصة الفيسبوك.
بما أن “الميتافيرس” ستكون جزءً من الأنترنت، من المتوقع أن تكون خصوصية مستخدمي هذا العالم الافتراضي منعدمة، فهم سيعيشون كل حياتهم في هذا العالم الذي تتم مراقبته باستمرار، والذي يتم فيه تسجيل كل البيانات وتحليلها، كما قد يكون عرضة للثغرات أو الاختراق.
بعد كل هذا، تبقى مخاوف من مزاعم تلك الشركات المتحمسة لدخول هذا المجال، والذي سيجلب المزيد من البيانات الشخصية، ويزيد من إمكانية التعرض لسوء استخدام البيانات والمعلومات الخاطئة؛ كما أن تطوير المشروع سيكلف تريليونات الدولارات، ويجب أن يجلب ربحًا أعلى من ذلك.
لقد صرح “مارك زوكربيرغ” في مكالمة أن الإعلانات سيكون لها نصيب من الميتافرس أيضًا، وهذا لا يتغير عن مفهوم الإنترنت الحالي، حيث أن أي مكان به زوار فهو مستهدف بالإعلانات، وبالتأكيد سترغب الشركات المختلفة في استثمار مالها للإعلان في Metaverse.
5- كيف ستستقبل الصين تقنية الميتافيرس؟
عند الحديث عن الصين، فهي في الواقع عكس المتوقع، إذ أنها تسير في إتجاه مختلف وتحاول أن تعيق تلك التقنيات لأنها بالكاد تدرك خطرها بداية من السيطرة على حياة الشعب الصيني وصولًا إلى التهديد الأمني من الشركات الأمريكية التي سيكون لها وصول لكافة بيانات المستخدمين.
ورغم تحذيرات السلطات الصينية، لكن شركة Tencent – أكبر شركة في الصين – التي تعرضت لحملة سابقة من الحكومة كانت قد رحبت بالتقنية الجديدة، حيث قال رئيس شركة تينسنت في مكالمة حول موضوع الميتافيرس: “هناك الكثير من التقنيات المتعلقة بتطوير الألعاب بالإضافة إلى ميتافيرس”.
أخيرًا.. وفي الختام .. التوضيح أن الميتافيرس هو العالم الجديد الذي سيسيطر على الإنترنت غالبًا في المستقبل، وبسبب أن المتحكم فيه سيكون له دور في التحكم بحياة الناس، فإننا نجد معظم الشركات العملاقة تسارع للاستثمار فيه، مثل: ميتا، أبل، غوغل، مايكروسوفت، وتينسنت الصينية… وغيرها.
———-
حرر من طرف: البهي